الثوره التونيسيه او انتفاضة الشعب التونسى او احتجاجات تونس 2010-2011 كلها اسماء لثورة شعبية قامت فى تونس ابتدت فى 17 ديسمبر 2010 بعد ما أضرم محمد البوعزيزى النار فى نفسه كاحتجاج على حالة البطالة التي كان يعاني منها وعلى مصادرة اعوان البلدية للعربة التي يستخدمها لبيع الخضار بعد ان اعتدوا عليه بالضرب، ثم أوصدت في وجهه ابواب المسؤولين.
كانت هذه الشرارة التي اشعلت لهيب المظاهرات التي سرعان ما انتقلت الى المدن المجاورة، لينزل الاف التونسيين إلى الشوارع ليعبروا عن رفضهم للبطالة وغياب العدالة الجتماعية ولظاهرة الفساد التي انتشرت في مختلف هياكل الدولة، وللمطالبة كذلك بوضع حد لعمليات نهب المال العام من قبل عائلة الرئيس آنذاك واصهاره ثم انضافت إلى قائمة الاحتجاجات الشعبية مطالب باصلاحات سياسية عميقة وعدم كبت الحريات.
حاول النظام ايقاف الإحتجاجات عن طريق الحل الامني. نتج عن ذلك اشتباكات عنيفة بين قوات الامن والمتظاهرين مما أدى إلى وقوع ما يناهز 250 قتيل وعديد الجرحى. لكن الثورة الشعبية لم تهدأ رغم القمع و الضرب و القتل والاعتقالات.
من جهته حاول الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تهدئة الاوضاع فالقى خطابين مزج فيهما بين الترهيب والترغيب مركزا على الوعيد، قبل ان يتوجه بخطابه الاخيرالذي اعلن فيه عن جملة من الاصلاحات كالتخفيف من اسعار المواد الاساسية وايقاف الرقابة على وسائل الاعلام، كما اعلن انه لن يترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2014. كما قام قبل ذلك بتحويرات وزارية وعزل بعض المستشارين ثم حل الحكومة لاحقا. لكن كل ذلك جاء متأخرا لان الشعب كان قد حسم قراره بتنحية بن علي وعبر عن ذلك بشعاره الشهير خبز وماء وبن علي لا.وقد خرجت مظاهرات من اغلب ولايات الجمهورية التونسية كسيدي بوزيد والقصرين وتالة وقفصة والقيروان ومناطق الجريد بالجنوب التونسي وصفاقس وسوسة والمنستير والوردانين والمهدية والكاف وجندوبة ومدنين وقابس وسليانة وتطاوين في الجنوب الى تونس العاصمة اين احتشدت جموع غفيرة مطالبة بن علي واتباعه بالتنحي عن الحكم.
وفي مساء يوم الجمعة الموافق ل14 جانفي 2011، وبعد ساعات من حل الحكومة والاعلان عن انتخابات تشريعية في غضون اشهر، هرب بن علي مغادرا تونس باتجاه مالطا ثم باريس التي رفضت استقباله لينتهي به المطاف في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. بعد ذلك، ووفقا للفصل 56 من الدستور، أعلن في تونس عن تولي محمد الغنوشي رئيس الوزراء منصب رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة الذي لم يمكث فيه طويلا ليعلن المجلس الدستوري شغور المنصب ليتولى بذلك فؤاد المبزع مهام الرئيس وفقا للفصل 57. واعلنت حالة الطوارئ في البلاد واستلم الجيش زمام الامور.